بدايات التعلم عن بعد
ساهم التعليم في التخلّص من الأمية والجهل، ولعب دوراً أساسياً في انتشار المعرفة بين شعوب العالم، وبفضله تمكّنت بعض الدول من أن تتحوّل من بلدان فقيرة تعيش على المعونات إلى بلدان ثرية تملك من الحضارة ما يجعلها من الدول المتقدّمة، إذاً التعليم حاجة وضرورة لكل إنسان، لكن في بعض الأحيان يرغب الشخص في الدراسة بمعهد أو جامعة غير موجودة في بلده وهذا ما يشكّل عائقاً أمام تحقيق أحلامه وانطلاقاً من هذا المبدأ ظهر ما يسمى اليوم بالتعليم عن بعد.
تطور التعليم عن بعد:
لم يبدأ التعليم عن بعد في العصر الحديث، بل يمتد لأكثر من مئتي عام، وكانت البداية عام 1729 على يد Caleb Philips حيث كان يقدم دروساً أسبوعية عبر صحيفة بوسطن جازيت. واستخدم الراديو لاحقاً لهذا الغرض عام 1922 حيث بدأت جامعة بنسلفانيا العريقة في تقديم عدد من المقررات عبر جهاز الراديو. ثم عبر التلفاز إذ أطلقت جامعة ستانفورد مبادرة عام 1968 أسمتها the Stanford Instructional Television Network لتقديم مقررات لطلاب الهندسة عبر قناة تلفزيونية.
وفي عام 1992 كان الانتشار الأوسع مع ظهور شبكة الإنترنت، حيث بدأ ظهور أنظمة إدارة التعلم (LMS) عام 1999 Blackboard, canvas إلا أنها أنظمة معلقة لا تخدم جميع المتعلمين وفي عام 2002 أطلق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مبادرة المقررات المفتوحة MIT Open Course يستفيد منه 65 مليون مستفيد من 215 دولة، ثم أكاديمية خان عام 2008 (71 مليون مستخدم).
مفهوم التعليم عن بعد:
هو عملية نقل المعرفة إلى المتعلم في موقع إقامته أو عمله بدلاً من انتقال المتعلم إلى المؤسسة التعليمية. وهو مبني على أساس إيصال المعرفة والمهارات والمواد التعليمية إلى المتعلم عبر وسائط وأساليب تقنية مختلفة. حيث يكون المتعلم بعيداً أو منفصلاً عن المعلم أو القائم على العملية التعليمية، وتستخدم التكنولوجيا من أجل ملء الفجوة بين كل من الطرفين هذا حسب المرجع في كتاب (المعداوي السيد 2020)
أهمية التعليم عن بعد:
انطلاقاً من كل ما سبق، يجمع الباحثون والمتخصصون في الحقل التربوي على أهمية التعليم عن بعد، على ان يكون ملائما لشرائح واسعة من المتعلمين عبر العالم على اختلاف بلدانهم وثقافتهم واهتماماتهم وظروفهم. وفيما يلي نذكر أبرز المزايا التي يوفرها التعليم عن بعد.
- فرص التعلم: إتاحة الفرصة التعليمية لكل المتعلمين. أصبح تحدياً في ظل التقدم السريع والانفجار المعرفي والتقني المتلاحق لتعزيز المهارات الحياتية والتركيز على مهارات القرن الواحد والعشرين.
- المرونة: إذ يتيح التعلم وفق الظروف التعليمية الملائمة والمناسبة لحاجات وظروف وأوقات المتعلمين وتحقيق استمرارية عملية التعلم.
- الفاعلية: أثبتت البحوث التي أجريت على هذا النظام بأنه ذو تأثير یوازي أو يفوق نظام التعليم التقليدي، وخصوصاً عند استخدام تقنيات التعليم عن بعد والوسائط المتعددة بكفاءة، وانعكاس هذه الايجابية على المحتوى التعليمي.
- الابتكار: تقديم المناهج للمعلمين بطرق مبتكرة وتفاعلية.
- استقلالية المتعلم: تنظيم موضوعات المنهج وأساليب التقويم حسب قدرات المتعلمين
- التكلفة: اذ يتميز هذا النوع من التعليم بانه لا يكلف مبالغ كبيرة من المال