خطوات كتابة البحث العلمي
يجد العديد من الباحثين الشباب صعوبة بالغة في كتابة المقالات العلمية، ويتلقى القليل منهم تدريباً خاصاً في فن تقديم أعمالهم البحثية بصيغة مكتوبة. ومع ذلك، غالباً ما يكون النشر أمراً حيوياً للتقدم الوظيفي، أو للحصول على التمويل، أو للحصول على المؤهلات الأكاديمية، أو لكل هذه الأسباب.
نصف لك في مقالتنا هذه الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها في كتابة مقال علمي، نحدد الأقسام الرئيسية التي يجب أن تحتوي عليها المقالة العادية، العناصر التي يجب أن تظهر في هذه الأقسام، وبعض المؤشرات لجعل النتيجة الإجمالية جذابة ومقبولة للنشر.
وفي هذه المرحلة عليك أن تحرص على الاستعانة بأحد المتخصصين للإشراف على البحث العلمي الخاص بك بحيث يساعدك في تقييم خطة العمل الخاص بك ويقوم بتوجيهك بشكل عام.
ما هي الورقة العلمية؟
الورقة العلمية عبارة عن مخطوطة تمثل عملاً أصلياً للبحث أو الدراسة العلمية. يمكن أن تكون إضافة إلى الدراسة الجارية في مجال ما، ويمكن أن تكون رائدة، أو دراسة مقارنة بين الأساليب المختلفة.
في معظم الأوقات، ترسم الورقة العلمية البحث الذي يقوم به فرد أو مجموعة من الأشخاص. تعرض هذه الأوراق تحليلات قيمة في مجالات مثل الفيزياء النظرية والرياضيات وما إلى ذلك، ويتم نشرها بشكل روتيني في المجلات العلمية.
ثلاث قواعد ذهبية للكتابة العلمية:
- الوضوح: يجب أن يكون البحث لا لبس فيه وخالٍ من التخمين أو التفاصيل غير ذات الصلة.
- البساطة: بحيث يسهل فهم بنية اللغة والجمل والفقرة ومتابعتها دون فقدان المصداقية العلمية.
- الدقة: يتم توضيح البيانات والأشكال والجداول والمراجع والاستشهادات بشكل يمكن التحقق منه وبصدق.
كيف تكتب ورقة علمية؟
عندما تبدأ بكتابة مخطوطتك العلمية، فإن أول شيء يجب مراعاته هو تنسيق الأقسام وترتيبها فيما يتعلق ببحثك أو المعلومات التي تريد عرضها.
تتبع الورقة العلمية الشكل التقليدي للكتابة القائمة على البحث، والتي توفر فهماً أعمق للغرض من كل قسم فيما يلي الخطوات التي عليك اتباعها:
أولاً: حدد فكرة البحث العلمي:
الأسئلة هي جزء من يومنا من وقت استيقاظنا حتى وقت نومنا إنها تساعدنا على التعلم والنمو وفهم العالم من حولنا، نستخدم الأسئلة للحصول على المعلومات وحل المشكلات واتخاذ القرارات، لذلك يعتبر طرح الأسئلة جزءاً طبيعياً من الحياة، لذا من الطبيعي أن تكون هي نقطة البداية لمعظم الاكتشافات الجديدة، فطريق البحث العلمي يبدأ عندما تطرح سؤالا عن شيء تراه أو مشكلة تلاحظها، ولكن ليس أي سؤال يصلح للبحث العلمي وانما ينبغي أن يكون مرتبطاً بتخصصك أو على الأقل يكون ضمن اهتماماتك.
وفي هذه الخطوة عليك أن تحدد الفكرة التي تريد العمل عليها أو المشكلة التي تحاول إيجاد حل لها وعلاجها من خلال مشروعك البحثي، وهنا لابد أن يكون السؤال شيئاً قابلاً للقياس.
ثانياً: تجميع المعلومات:
خذ وقتك في هذه الخطوة أن كنت تريد إضافة شيء جديد، وفي هذه الخطوة عليك البحث وتجميع جميع المعلومات التي لها علاقة بالموضوع ومعرفة آخر ما توصل إليه من سبقوك في نطاق بحثك حتى تتجنب تضييع مزيد من الوقت والجهد في تكرار أخطاء، وحتى لا تصل لنفس النتائج التي تم اثباتها من قبل.
احرص أن تكون معلوماتك من مصادر ومراجع موثوقة بدلاً من الاعتماد على مقالات عشوائية مجهولة المصدر وغير مؤكدة.
ثالثاً: تحديد الفرضية:
بعد أن قمت بتجميع المعلومات المرتبطة بالموضوع، عليك أن تبدأ في وضع افتراضية للإجابة على الأسئلة التي وضعتها في الخطوة الاولى ومحاولة العثور على رد للأسئلة وإيجاد حل للمشكلة مع تفسير يمكن اختباره.
ويمكن تلخيص تعريف الفرضية على أنها بيان يمكن اختباره وتخمين متعلم حول إجابة السؤال أو حل مشكلة ما، وتعتمد الفرضية الجيدة على ملاحظاتك وأبحاثك والتي يجب أن تكون واضحة وموجزة.
والفرضية الجيدة تسمح لك بالتنبؤ بالنتائج، لذلك عليك أن تحدد الفرضية والنتائج التي ستقوم باختبارها، ولكن احرص أن تكون التوقعات سهلة وقابلة للقياس.
رابعاً: اختبار صحة الفرضية:
أحد أهم خطوات البحث العلمي هو خطوة اختبار صحة أو خطأ الفرضية، وإذا كنت تريد إثبات صحة فرضيتك، فأنت بحاجة إلى اختبارها عملياً، هذا يعني تجربتها في العالم الحقيقي لمعرفة ما إذا كانت تعمل بالطريقة التي تعتقد أنها تعمل بها، وهناك العديد من الطرق المختلفة لاختبار الفرضية، والشيء المهم هو أن تكون منظماً وأن تجمع البيانات التي يمكنك تحليلها لاحقاً.
ستقوم في هذه الخطوة بتصميم خطة عمل تتضمن خطوات العمل بالترتيب بالإضافة للأدوات التي سوف تستخدمها في التجارب ثم تنفيذها، ويجب أن تكون التجارب قياسية وعليك التأكد من القيام بتغيير عامل واحد فقط كل مرة مع الحفاظ على ثبات جميع الظروف التجريبية الأخرى، وأيضاً عليك تكرار التجارب أكثر من مرة حتى تتأكد من أن النتائج حقيقة وليست صدفة.
خامساً: جمع النتائج وتحليلها:
بعد انتهاء التجارب تأتي خطوة تحليل النتائج وفي هذه الخطوة نتأكد من أن النتائج تدعم الفرضية، فإذا وجدنا أن النتائج لم تدعم الفرضية فعليك أن تعود بضع خطوات للخلف لتعديل التجربة، أو تقوم بإنشاء فرضية جديدة معتمده على المعلومات التي تعلمتها في التجربة السابقة، وإذا كانت النتائج تدعم الفرضية فعليك تجربة طريقة جديدة في اختبارها للمزيد من الدقة.
سادساً: كتابة الورقة البحثية:
أخر خطوة في البحث العلمي هي خطوة كتابة البيانات والنتائج التي حصلت عليها من التجارب وذلك من خلال كتابة ورقة علمية أو تقرير نهائي ونشرها في مجلة علمية أو مناقشتها في اجتماع علمي.
هيكل الورقة العلمية:
الخطوة 1. أضف عنواناً لورقتك العلمية
يجب أن يكون العنوان من أقل عدد ممكن من الكلمات، ووصف محتوى الورقة بدقة. حاول حذف الكلمات غير الضرورية مثل “تحقيقات في …”، “دراسة …”، “ملاحظات على …”، إلخ.
قد لا تصل الورقة العلمية المعنونة بشكل غير صحيح إلى القراء الذين تم إعدادها من أجلها. ومن ثم، اذكر اسم الدراسة، أو منطقة معينة أجريت فيها، أو عنصراً تحتويه في العنوان.
الخطوة 2. اذكر قائمة الكلمات الرئيسية
توفر قائمة الكلمات الرئيسية الفرصة لإضافة كلمات رئيسية، بالإضافة إلى تلك المكتوبة بالفعل في العنوان. قد يؤدي الاستخدام الأمثل للكلمات الرئيسية إلى زيادة فرص الأطراف المهتمة في تحديد موقع ورقتك العلمية بسهولة.
الخطوة 3. أضف الملخص
يسمح الملخص المحدد جيدًا للقارئ بتحديد المحتوى الأساسي لمقالك بسرعة وبدقة، لتحديد مدى ملاءمته، وتحديد ما إذا كان سيقرأه بالكامل. يوضح الملخص بإيجاز مبدأ ونطاق وأهداف البحث. يجب ألا يتجاوز الملخص عادة 250 كلمة. إذا كان بإمكانك نقل التفاصيل المهمة للورقة في 100 كلمة، فلا تحاول استخدام المزيد.
الخطوة 4. ابدأ بالمقدمة
تبدأ المقدمة بتقديم المؤلفين ومجالاتهم ذات الصلة للقارئ. خطأ شائع هو تقديم مجالات دراستهم مع عدم ذكر نتائجهم الرئيسية في الكتابة العلمية الوصفية، مما يمكّن القارئ من وضع العمل الحالي في سياقه.
يمكن أن تتم نهاية المقدمة من خلال بيان الأهداف أو، مع بيان موجز للنتائج الرئيسية. في كلتا الحالتين، يجب أن يكون لدى القارئ فكرة عن المكان الذي تتجه إليه الورقة لمعالجة تطوير الدليل.
الخطوة 5. اذكر المواد العلمية والطرق المستخدمة
الغرض الأساسي من قسم “المواد والأساليب” هو توفير تفاصيل كافية للعامل المختص لتكرار بحثك وإعادة إنتاج النتائج.
تتطلب الطريقة العلمية أن تكون نتائجك قابلة للتكرار، وتوفر أساساً لتكرار الدراسة من قبل الآخرين.
الخطوة 6. اكتب النتائج
تعرض النتائج نتائجك وأرقامك وجداول دراستك. إنه يمثل البيانات المكثفة والمفهومة مع الاتجاهات الهامة التي يتم استخراجها أثناء البحث. نظراً لأن النتائج تحمل معرفة جديدة بأنك تساهم في العالم، فمن المهم أن يتم ذكر بياناتك ببساطة ووضوح.
الخطوة 7. إنشاء قسم المناقشة
تتضمن المناقشة التحدث والإجابة حول جوانب مختلفة من الورقة العلمية مثل: ما هي المبادئ التي تم وضعها أو تعزيزها، كيف تقارن نتائجك بنتائج الآخرين، وما هي التعميمات التي يمكن استخلاصها، وما إذا كانت هناك أي آثار عملية / نظرية لبحثك.
عند معالجة هذه الأسئلة، من المهم أن تستند مناقشتك إلى الأدلة المقدمة في قسم النتائج. حاول ألا تمد استنتاجاتك إلى أبعد من تلك التي تدعمها نتائجك بشكل مباشر.
الخطوة 8. كتابة المراجع:
يجب تقديم قائمة بالمراجع مرتبة أبجدياً حسب اسم المؤلف أو الرقم، بناءً على المنشور، في نهاية الورقة العلمية الخاصة بك. يجب أن تحتوي قائمة المراجع على جميع المراجع المذكورة في النص. قم بتضمين تفاصيل المؤلف مثل عنوان المقالة وسنة النشر واسم المجلة أو الكتاب أو المجلد وأرقام الصفحات مع كل مرجع.