لماذا يعتبر الذكاء العاطفي في القادة أمراً بالغ الأهمية للنجاح التنظيمي
توقف لحظة لتفكر في قائد أو مدير مباشر استمتعت بالعمل معه. ما هي الصفات التي جعلته قائد فعالاً أو شخصاً إيجابياً للعمل معه؟ ربما تتبادر إلى ذهنك كلمات وعبارات مثل “التعاطف” و “المستمع الجيد” و “التواصل القوي”.
غالباً ما تُستخدم هذه الأوصاف لوصف القادة الأقوياء والإيجابيين في مكان العمل.
وليس من قبيل المصادفة أنهم أيضاً علامات على وجود قائد يتمتع بذكاء عاطفي قوي ، كما يقول الدكتور دانيال جولمان (عالم النفس ، ومشارك في هارفارد بيزنس ريفيو ، ومؤلف كتاب الذكاء العاطفي).
سوف نناقش في هذه المقالة:
دور الذكاء العاطفي في مكان العمل ولماذا يعد جزءاً مهماً من التطوير للقادة من أجل تحويل الإستراتيجية التنظيمية إلى التنفيذ والنجاح.
ربط الذكاء العاطفي بالأداء
يقول الدكتور جولمان: “تحتاج إلى مهارات تقنية خاصة بدورك للدخول في اللعبة ، لكنها لن تجعلك قائداً متميزاً أو لاعباً في الفريق أو مؤدياً”.
أما ليلى بولينج تاون (مدربة الأعمال في أحد أهم منصات التعلم عن بعد Udemy) تعلق قائلة: “الذكاء العاطفي (EQ) هو المكون السري للغالبية العظمى من أصحاب الأداء المتميز في مكان العمل.”
بالتالي يشير الذكاء العاطفي إلى قدرة الشخص على فهم عواطفه ومشاعر الأشخاص من حوله.
يحدد الدكتور جولمان العناصر الخمسة للذكاء العاطفي على النحو التالي:
- الوعي الذاتي
- التنظيم الذاتي
- تحفيز
- تعاطف
- مهارات اجتماعية
هذه الصفات مجتمعة تخلق الأداء المتميز الذي ذكره الدكتور جولمان أعلاه.
- وفقاً لبحث أجراه الدكتور جولمان ، قال 66٪ من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أن الذكاء العاطفي يميز بين أفضل الموظفين أداءً في مكان العمل.
- هذا يتفوق على المؤهلات الأخرى مثل معدل الذكاء أو المهارات التقنية ، والتي قال 33٪ فقط من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إنها تميز بين أصحاب الأداء الأفضل عن أقرانهم.
- يكون الرقم أعلى عندما ينظر الناس إلى القادة: 85٪ من المشاركين وجدوا أن فعالية القائد تتعلق بالذكاء العاطفي. قال الدكتور غولمان : “كلما تقدمت في المنظمة ، زادت أهمية الذكاء العاطفي للفعالية”.
- قد يحتاج القادة إلى درجة معينة من المهارة الفنية للتوصل إلى استراتيجية ، لكن مهارات القوة التي تركز على الناس مثل الإقناع والتواصل والتعاون هي ما ستجعل الإستراتيجية في نهاية المطاف تنبض بالحياة.
- من المهم بشكل خاص للقادة تطوير هذه المهارات بسبب مفهوم يسمى العقل الاجتماعي فعندما نكون حول الآخرين ، نميل إلى عكس شعورهم وتصرفهم.
- يضيف الدكتور غولمان “العواطف معدية” فعندما يُظهر القادة الإيجابية والحماس ، فإن فريقهم سيعكس تلك السمات ، ومن المرجح أن يزداد الأداء. والعكس صحيح، ستلتقط الفرق ضغوط القائد أو مهارات الاتصال الضعيفة وتعكس تلك السمات ، وقد نرى الأداء أو التحفيز يتراجع نتيجة لذلك.
- يمكن لسمات الذكاء العاطفي مثل الوعي الذاتي والتعاطف أن تجعل القائد حافزاً إيجابياً للفريق. حيث يقول الدكتور جولمان: “بدون التعاطف ، فأنت من النوع الرئيس الذي لا يريد أحد العمل معه”.
- عندما يدرك القائد كيف تؤثر كلماته وأفعاله وعواطفه على الموظفين ويعزز بشكل نشط الشعور بالأمان النفسي للمجموعة ، فمن المرجح أن يساعدوا فرقهم على النجاح.
ساعد قادتك على تطوير ذكاءهم العاطفي
الذكاء العاطفي العالي لدى القادة يجعل العمل أكثر إمتاعاً لفرقهم ، لكن الفوائد تتجاوز ذلك إلى زيادة الرضا والالتزام الوظيفي ، وانخفاض معدل دوران الموظفين ، وتحسين الصحة البدنية والعقلية.
في حين أن الرؤساء التنفيذيين والمديرين التنفيذيين غالباً ما يتم تعيينهم لخبراتهم في مجال الأعمال ، إلا أنهم غالباً ما يتم طردهم بسبب عجز في الذكاء العاطفي.