كيف تستعد وتهيئ نفسك ومنزلك للدراسة عن بعد؟
تعتبر إدارة الوقت بشكل فعّال مهارة مهمّة للغاية، وتزداد أهميتها على وجه الخصوص عند الدراسة عن بعد. ففي هذه الحالة، لا أحد يستطيع أن يخبرك أن بما يتوجّب عليك فعله فأنت مدير نفسك بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وما لم تتمكّن من تحمّل هذه المسؤولية، فلن تستطيع النجاح في هذا الطريق.
إن أجبرتك الظروف فجأة على الدراسة عن بعد، فقد تجد نفسك في البداية تائهاً وغير قادر على تنظيم وقتك وإنجاز مهامك كما يجب. ولهذا السبب بالذات، نقدم لك أهمّ النصائح التي تساعدك لإدارة وقتك على أفضل وجه.
كيف تستعد وتهيئ نفسك ومنزلك للدراسة عن بعد؟
اخلق لنفسك روتيناً ثابتاً:
صحيح أنّ الدراسة عن بعد تمنحك حرية ومرونة كبيرة في اختيار ساعات دراستك، غير أنّه من الضروري للغاية خلق روتين ثابت والالتزام به، لتجنّب تراكم المهام وإتمامها في الوقت المناسب. حيث يمكنك تقسيم روتينك اليومي كالتالي:
قبل يوم من البدء بالدراسة في هذه المرحلة، إلتزم بما يلي:
- قم بكتابة جميع مهامّك قبل ليلة من بدء الدراسة عن بعد ثم رتّب هذه المهام حسب الأولوية، واحرص على إتمام العمل الأهم أوّلاً وقبل كلّ شيء. ضع جدول ساعات للمهام أو الواجبات التي عليك القيام بها في اليوم التالي واحرص على تخصيص ساعات إضافية ومرنة لإنجاز مهامّك في حال حدث أيّ طارئ. حدّد وجباتك لليوم التالي، حيث يُجنّبك هذا الأمر تضييع وقت عملك أو دراستك في التفكير فيما ستأكله عندما شعر بالجوع. اخلد إلى النوم باكراً، واحرص على ألاّ تقلّ ساعات نومك عن 7 ساعات يومياً.
- لانطلاقة نشيطة في اليوم التالي استيقظ باكراً واحرص على إنهاء المهام والواجبات ذات الأولوية في ساعات عملك أو دراستك الأولى. إن كنت ممّن يحققون إنتاجية أكبر خلال ساعات المساء، فاحرص على الاستيقاظ باكراً أيضاً وإنهاء الأعمال الثانوية أو الواجبات المنزلية الأخرى خلال هذا الوقت، أو حتى لممارسة بعض النشاطات كالرياضة مثلاً. تناول فطوراً صحياً ومتكاملاً قبل البدء بالدراسة. خصّص ساعات النهار التي تقلّ فيها إنتاجيتك للقيام بالمهام الأقل أهمية، كالتواصل مع الزملاء أو المدرسين أو إرسال الرسائل الإلكترونية…الخ. حدّد ساعة ثابتة تنهي فيها عملك أو دراستك، تماماً كما لو أنك في جامعتك.
عند تحديد روتينك اليومي بالإضافة إلى النصائح السابقة، احرص على ما يلي:
- خذ استراحات منتظمة، لحماية نفسك من الإرهاق وزيادة إنتاجيتك.
- لا تنسى تناول وجباتك بانتظام.
- خصّص وقتًاً خلال يومك لقضائه مع العائلة والأصدقاء، أو لممارسة هواياتك. حيث يهمل الكثيرون من الطلاب الذين يدرسون عن بعد هذا الأمر ويقضون أوقاتاً في الدراسة أطول بكثير من الطالب العادي.
- خصّص لنفسك يوماً أو يومي عطلة ولا تقضي أسبوعك بأكمله في الدراسة.
قم بتهيئة مكتبك الافتراضي جيّداً قد تبدو لك فكرة الدراسة عن بعد مغرية للغاية، وتجد نفسك ميّالاً لانهاء واجباتك من سريرك! فهو دافئ ومريح للغاية. العمل من السرير فكرة سيّئة للغاية، حيث توضّح Sue Shellenberger، كاتبة في مجلّة والستريت، أنّ اتخاذ السرير مكاناً للعمل سيؤثر سلباً على جودة نومك، لأن عقلك لن ينظر بعد الآن إليه كمكان للراحة والاسترخاء. وأنت في كلّ الأحوال بحاجة ماسّة للحصول على نوم جيّد كي تتمكّن من أداء مهامك كما يجب.
فيما يلي مجموعة من الأفكار العملية لتجهيز المكان والمعدّات عند اختيارك لمكان دراستك في المنزل:
- احرص على انتقاء غرفة منعزلة، لا يوجد بها تلفزيون.
- تأكّد من وجود اتصال قوي بشبكة الإنترنت. جهّز طاولة وكرسياً مريحاً أيضاً الألوان والنباتات تلعب دوراً هاماً في تحديد إنتاجيتك، فبحسب دراسة أجرتها وكالة ناسا الأمريكية، يعتبر اللونان: الأخضر والأزرق، الأنسب في بيئات الدراسة، نظراً لأنهما يؤثرّان إيجاباً على مزاج الشخص ومن ثمّ تحقيق إنتاجية أكبر. احرص على ألاّ يخلو مكان جلوسك من بعض النباتات الداخلية التي تضفي حيوية وتحسّن من مزاجك، وبالتالي أداءك.
- أما بالنسبة للإضاءة، فعليك هنا التركيز على الاستعانة بالإضاءة الطبيعية من الخارج ما أمكنك ذلك، إذ لها دور إيجابي للغاية على أدائك. في حال لم تكن الإضاءة الطبيعية من الشمس كافية، استخدم مصابيح LED خلال النهار، نظراً لأنها تمتلك تأثيراً مشابهاً للإضاءة الطبيعية.
- إن كنت تدرس لأوقات متأخرة ليلاً، فاحرص على استخدام إنارة مناسبة، وتجنّب في هذه الحالة مصابيح الـ LED حيث أنّها قد تؤثر على جودة نومك.
- تخلّص من المُلهيات تشكّل المُلهيات تهديداً للطلاب الدارسين عن بعد أكبر بكثير من أولئك الذين يدرسون في الجامعات. حيث قد تأتي هذه الملهيات على شكل هاتفك، وسائل التواصل الاجتماعي، الأحاديث الجانبية مع أفراد عائلتك، أو حتى حيوانك الأليف!
النصائح التالية ستساعدك على التحكّم في هذا الأمر:
قم بإطفاء هاتفك، أو وضعه في مكان بعيد عنك حتى لا تستمرّ في تفقّده كلّ بضع دقائق. وضّح لأفراد عائلتك ضرورة عدم إزعاجك أثناء الدراسة، سواءً بالتحدّث المباشر إليك، أو من خلال دخول الغرفة والخروج منها بشكل مستمرّ. في حال لم تتمكّن من الدراسة في غرفة منعزلة بعيداً عن عائلتك، قم بوضع سماعات الأذن في إشارة لأنك منغمس حالياً في العمل وبحاجة للتركيز. استعن بتطبيقات حجب المواقع لتساعدك على عدم الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي أثناء ساعات العمل. استعن بأصوات الخلفية يواجه العاملون عن بعد والطلاب عبر الإنترنت مشكلة كبيرة مع أصوات الخلفية، ذلك لأنهم يتواجدون في الغالب في بيئة منزلية حيوية مليئة بالأحاديث والقصص التي تشتّت انتباهك. وهنا تأتي أهمية الاستعانة بأصوات الخلفية الافتراضية.
فيما يلي بعض الأفكار والاقتراحات بهذا الشأن :
من المنطقي للغاية أن تستفيد من بعض المقطوعات، وتجعل منها رفيقك أثناء الدراسة عن بعد. مثل الموسيقى الكلاسيكية حيث تعتبر الموسيقى الكلاسيكية أو أي نوع من أنواع الموسيقى دون كلمات، خياراً أفضل للطلاب الدارسين عن بعد.
أو يمكنك الاستعانة بمولّدات الضوضاء أو ما يعرف بالـ Ambient Noise Generators، وهي مجموعة من التطبيقات والمواقع التي تتيح لك الاستماع إلى أصوات ضوضاء بدرجة مناسبة تساعدك على التركيز. حيث تتيح لك العديد من الخيارات، كالاستماع لضوضاء المقهى، أو أصوات المطر، أو ما شابه ذلك.
تجنّب تعدّد المهام قد يكون تعدّد المهام أمراً جيّداً في الحالات العادية، لكنّه لن يخدمك أثناء الدراسة عن بعد. بل على العكس من ذلك، سيقلّل من إنتاجيتك بشكل ملحوظ. فاحرص على القيام بمهمّة واحدة فقط في كلّ مرة وإنهائها قبل الانتقال إلى المهمّة التالية. وفي حال احتجت إلى أدوات تساعدك في ترتيب المهام، فيمكنك في هذه الحالة الاستعانة بأيّ من التطبيقات والمواقع التالية: موقع Trello. موقع Smart Sheet. موقع Todoist ، موقع وتطبيق Evernote.
أخيراً، ركّز على إتمام المهام والواجبات التي اقترب موعد تسليمها، ولا تبدأ العمل على المشاريع البعيدة. بل أضفها إلى مفكّرتك لتباشر بها في الوقت المناسب.